الأحد، 5 ديسمبر 2010

غفوة





تتصافح الاصوات داخلى ، بين الحلم والواقع ، حتى انى لا اعرف ايهما يمثل الحياة بالنسبة لى .
استيقظ على ذاك الصوت الذى لا يعبر عن شئ يدلنى ، إما اننى مازلت داخل حلمى ، او أن واقعى اصبح ذا معنى مختلف عما تعودت عليه .
اعود بذاكرتى لبداية أحلامى ، فلا اعرف ايهما اسبق ، الحلم ام الحقيقة ، و لكنى اعرف انى مازلت املك شيئا من واقعى .
استيقظ يوميا على احساسى بالغرق و سماعى لاصوات مكتومة  كأنين ناى يحتضر
ترمز رؤياي لشئ مرير و لكنى اتوارى عنه رغبة فى تصديق عدم جدواه و لكن ما يؤرقنى حقا هو رغبتى المستمية فى معرفة الفرق بين واقعى و الحلم ، و اصرارى على معرفة اسباب اختلاطهما ببعض .
اعرف ان هناك أمرا لو عرفته لما تمنيت الوصول لذاك السبب
اركض خلف شظايا حلم ، علّنى وصلت لمحتواه فأذكر أنى فى كل مرة أشعر ضيقا فى تنفسى و مياه تغمرنى و رغبة شديدة فى التبول
اترك فراشى لاذهب سريعا لأفض ما حملته ساعات نومى ، و اتسأئل من أين تأتى كل تلك المياه وانا لم اشرب خلال نومى ، ربما اكون فى حلمى شربت شيئا باردا ، او أنى شربت مياه كثيرة ، لكنى لا اذكر ذلك على الاطلاق .
يوميا امر بتلك التجربة ، و لم اتنازل عنها و كأنها عادة لدى استمد منها طقوس صباحى ، و لكن لم تكن تلك الطقوس هى ما تدعو لشعورى بغرابتها و لكن ما وراءها من تفسيرات و تأويلات اهتممت بها
تخيلت انى قد اصاب بالتبول اللاارادى  و ما يحدث هو الانذار الذى يبشرنى بقدوم الاكثر قسوة ، و حينما سألت متخصصا اخبرنى انه لا داعى للقلق و ربما التوتر هو ما يحدث ذلك .
امر على افلامى السينيمائية التى اصبحت المفضلة لدى ، ليس لانها ذات تقنية عالية أو لأى سبب اخر قد يرضى جمهور الافلام السينمائية ، و لكننى اشعر انها تخبرنى شيئا خفيا على .
اذكر ان  فيلم " 1000 مبروك " لأحمد حلمى ناقش جزءا من مشكلتى و هى الاستيقاظ و عدم القدرة على التفرقة بين الحلم و الواقع  ، ثم يأتى فيلم " inception " للنجم العالمى " leonardo dicaprio " ليناقش أمرا آخر وهو محاولة الحصول على اكبر قدر من المعلومات المختزنة فى اللاوعى ، و توظيفها بما يتناسب مع الشخص الحالم ، لأقع فى شرك تلك الافلام التى لا تفسر ما امر به .
ازداد نحولة ، و شهيتى افقدها يوما بعد الاخر ، و رغبتى فى التبول مازالت فى ازدياد كلما نمت و حلمت ، لتصبح مأساتى اليومية فى ازدياد .

لاغفو يوما بين يدى طبيبى وهو يخبرنى اصابتى بمرض " السكرى " الذى يمنحنى هذا الشعور الدائم بالرغبة فى التبول ، و يسمح لجسدى بالتضاؤل و النحول يوما بعد يوم ، حتى انى لا اعرف هل اصبت بهذا المرض أم احلم به .