الجمعة، 10 سبتمبر 2010

لم يكن كأى شتاء

لم يكن كأى شتاء

أسمع تلك الوريقات التى ترتعش فوق الأشجار ، أنظر إليها من خلف نافذتى الزجاجية و لا أعرف هل هى خائفة أم أنها تشعر ببرودة الهواء الذى أتى محملا برسائل الشتاء .

يأتى الهواء هذا العام مثقلا بالهموم ، أتعبة الترحال ، أم أنه سكن عيون حيرى فإنتهكته الأفكار ؟

كان العام الماضى مجرد شتاء و هواؤه لم يكن كتلك الرياح التى تهز أشجارى بعنف ، لم يكن شتاء العام الماضى كأى شتاء ، لم يحمل آلام الوحدة أو عذابات الغربة بين الأهل و الأصدقاء .

لم يكن كالشتاء الذى يثير بالقلب رعشة الخوف من صرخات الرعد و شرارات البرق ، كان مجرد شتاء ، أذكرة كما لم أذكر أى شتاء .

حلمت فيه بالدفء و شعرته ، ولم أقشعر فيه من قسوة البرد .

لم تلمس فيه وجنتاى قطرات السماء ، لم يكن شتاء العام الماضى كأى شتاء ....

كان حلما ففزعت من أبطاله ، حتى جاء من بعدة شتاءنا هذا الذى يعلن عن قدومة قبل أن تتساقط أوراق الخريف محترقة من فوق الأشجار ...

أراها تلك القطط الهاربة من شتاء هذا العام ، وقد تفوقت على شتاء العام الماضى و اخرجت له ألسنتها فأشعلت فى قلبة الحنين ليعود كما كان فى الماضى شتاء .

فلم يكن شتاء العام الماضى كأى شتاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق