لم يكن كأى شتاء
أسمع تلك الوريقات التى ترتعش فوق الأشجار ، أنظر إليها من خلف نافذتى الزجاجية و لا أعرف هل هى خائفة أم أنها تشعر ببرودة الهواء الذى أتى محملا برسائل الشتاء .
يأتى الهواء هذا العام مثقلا بالهموم ، أتعبة الترحال ، أم أنه سكن عيون حيرى فإنتهكته الأفكار ؟
كان العام الماضى مجرد شتاء و هواؤه لم يكن كتلك الرياح التى تهز أشجارى بعنف ، لم يكن شتاء العام الماضى كأى شتاء ، لم يحمل آلام الوحدة أو عذابات الغربة بين الأهل و الأصدقاء .
لم يكن كالشتاء الذى يثير بالقلب رعشة الخوف من صرخات الرعد و شرارات البرق ، كان مجرد شتاء ، أذكرة كما لم أذكر أى شتاء .
حلمت فيه بالدفء و شعرته ، ولم أقشعر فيه من قسوة البرد .
لم تلمس فيه وجنتاى قطرات السماء ، لم يكن شتاء العام الماضى كأى شتاء ....
كان حلما ففزعت من أبطاله ، حتى جاء من بعدة شتاءنا هذا الذى يعلن عن قدومة قبل أن تتساقط أوراق الخريف محترقة من فوق الأشجار ...
أراها تلك القطط الهاربة من شتاء هذا العام ، وقد تفوقت على شتاء العام الماضى و اخرجت له ألسنتها فأشعلت فى قلبة الحنين ليعود كما كان فى الماضى شتاء .
فلم يكن شتاء العام الماضى كأى شتاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق