الخميس، 9 سبتمبر 2010

القلم الحزين


يعتقد قلمى فى عدم قدرتة على وصف الجمال الذى تتمتع به العيون الضاحكة أو الوجه الباسم ، كما أنه يرغب دوما فى التعبير عن حزنه أكثر من الخوض فى تجارب فرحه ، و يظن أنه مختبئ بين الورق بكلمات قد لا تدل معظم الوقت على حالته النفسية ، و لكنه مخطئ و لا يدرك أن كل من حوله يدرك معاناته و لكنهم يجهلون التفاصيل .

يشعر قلمى بالوحدة رغم كثرة الأقلام فى درج مكتبى الخشبى اللون ، ويعتقد أن تلك الوحدة لن يخلصه منها سوى حلما يراه فى الأفق البعيد و يرغب فى تحقيقه و لكنه لا يعرف كيف ، كما أنه يشعر بالحزن لهذا الشعور بالوحدة رغم أننى معظم الأوقات أراه يبتسم لأحد الأقلام المجاورة له ، أو يتحدث بحميمية لآخر و لكنه رغم ذلك مازال وحيدا بين أقرانه ، و يرجع يأس كلماته و إفتقارها للمرح كنتيجة طبيعية لشعوره بالوحدة و عدم قدرتة على التخلص منها .

يرسم فوق الورق أشياء حزينة و بائسة تخلو منها الحياة و تخلو من الإبتسام ، يرسم أياما تتشابة وقلوبا تتجافى ، يرسم سماوات سوداء لا يضيئها شئ .

يعلم أنه يلمح ضيا - فى عيون من حوله – يخبره كم هى سعيدة الحياة و لكنه يتنكر لذلك الإحساس و يستمر فى رسم البكاء .

يخشى قلمى إنتهاء المدد منه قبل أن يكتب قصة حب واحدة و يحكى تفاصيلها ، يعلم أنه قد يروى حكايا كثيرة إلا إنه يرغب فى حكى رواية لا يعرفها قلم آخر ليس لكونها سرا و لكن لأنه وحده الذى يملك كل التفاصيل .

قلما يعانى الوحدة و الإغتراب و ينسى سطورا قد مرت فى حياتة قد تكون سعيدة بالقدر الكافى لأن يشعر بالإمتنان و لكنه على الأرجح يحب أن يذكر على الدوام كم هى قاسية الحياة حتى لا يطمئن إليها حين تعطيه بعض من السعادة المزعومة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق