الجمعة، 10 سبتمبر 2010

موعد محدد
















تقف على حافة الشرفة و تطل على الطريق البعيد لتراه وهو قادم و لكنه لا يأتى ، تنتظره دائما ليتناول معها وجباتها اليومية الثلاث ، و لكنها تأكل بعد أن تموت جوعا دون أن تجده أمامها فى أية لحظة كما تتخيل ، تتحسس فراشة - الذى وجد خصيصا من أجله - و لكنه مرتبا لا يمسه أحد غيرها ، تختلس النظر كل ليلة قبل أن تنام لعله يكون قد جاء فى غفلة منها ولكن فراشه ينام وحيدا بلا أنفاسا تدفئه .

تفتح عيناها صباحا لتنظر إلى السماء و تدعو الله أن تراه قريبا و أن تحتضنه بما يعوضها أياما ضاعت فى البحث عنه و إنتظاره ، تسأل عنه كل من تقابله ، ترسم له صورا كثيرة و لكنها تخشى ألا تتطابق ملامحهما – الصور و هو – و لكنها رغم ذلك تستمر فى الرسم .

تنظر غاضبة لكل من حولها و تحملهم ذنبا لم يرتكبوه ، فهم يؤكدون لها أنها تتعجل قدومة و أنه لابد أن يأخذ وقتا كافيا قبل أن يأتى .

ضاقت ذرعا بتأخرها و ضاقت بمن حولها و لا أمل فى ظهورة ، إقتربت ذات يوم من أمها ووضعت يدها على بطنها لتسأله عن موعده المحدد وتخبره أنها تحبه و تنتظره ليطمئن و يأتى سريعا .

جلست إلى جوار أمها ، ووضعت شفتيها على بطن أمها و همست له بعضا من أمنياتها و أحلامها التى تريد تحقيقها معه و أخبرته عن الحياة الجميلة التى سوف يحياها بصحبتها ، كما أنها أخبرته برغبتها فى اللعب معه و مشاركته لعبها و ضحكاتها و صرخاتها .

وفى نفس اليوم خرجت أمها و قد احضرته معها ، فعرفت أنها كانت تغفل محادثته عن أحلامها ورغبتها فى اللعب معه و حبها له ليجد مبررا قويا يجعله يتعجل المجئ و لا ينتظر تلك الفترة التى أخبرها عنها والديها .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق